وفي السماء رزقكم…
الإيمان كدرع في مواجهة الانهيار النفسي (5)
سلسلة مقالات عن استراتيجيات المواجهة النفسية

الإيمان كدرع في مواجهة الانهيار النفسي
في ظل الأزمات الطويلة، لا تنكسر الأجساد فقط، بل تنهار الأرواح.
1. الإيمان… حين تنهار كل الملاجئ
تشير الأبحاث في علم النفس الإيجابي إلى أن الارتباط الروحي يُعدّ من أهم عوامل الصمود النفسي لدى الأفراد في بيئات ما بعد الكارثة.
يقول عالم النفس الأميركي Kenneth Pargament، في دراسته عن Religious Coping (1997):
“الإيمان ليس مجرّد تعزية، بل أداة لإعادة تفسير المصيبة، وتحويلها من عبء إلى معنى.”
في السياق السوري، تظهر هذه الحقيقة جليّة: آلاف من الناجين من القصف، من المعتقلات، من الفقد، وجدوا في الصلاة والقرآن والدعاء مأوى نفسيًا يعيد التوازن الداخلي، ويخفف من أعراض القلق والاكتئاب.
اقرأ التالي.
2. الدين كهيكل نفسي مضاد للانهيار
الإسلام لا يكتفي بتعليم الصبر، بل يُدرّب النفس على التعامل البنّاء مع الشدة:
الرجاء: “إن مع العسر يسرًا.”
الاحتساب: “إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.”
التفويض: “حسبنا الله ونعم الوكيل.”
وفي الحديث الشريف:
عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير…”
تظهر هنا نظرية التوجيه المعرفي الإسلامي، وهي مشابهة لمفهوم “Cognitive Reframing” في العلاج السلوكي المعرفي، حيث يُعاد تفسير الحدث بطريقة تقلل من الألم النفسي وتعزز المعنى.
3. بين الخوف واليقين: من يربح المعركة النفسية؟
الخوف الجماعي – وهو من أهداف الحرب النفسية – يسبب حالة من الشلل المجتمعي.
لكن الإيمان يُنتج طمأنينة لا تأتي من ضمانات سياسية، بل من تصور أعلى للقدر والحكمة.
وقد بيّنت دراسة أجريت على لاجئين سوريين (مجلة Journal of Refugee Studies، 2021)، أن الذين يحافظون على ممارساتهم الدينية اليومية، أقل عرضة لأعراض اضطراب ما بعد الصدمة بنسبة 32%.
4. العمل الإيماني الجمعي: من الفرد إلى الأمة
العبادات الجماعية – كصلاة الجماعة، مجالس الذكر، الصيام، حضور الدروس – ليست فقط شعائر، بل مساحات علاج نفسي جماعي.
إنها تبني هوية متماسكة ومناعة داخلية، تنقذ الإنسان من الانهيار الفردي، وتعيده إلى صف الجماعة القوية.
في زمن الحرب النفسية، لا يكون الإيمان ترفًا… بل سلاحًا.
ومتى استقرت الطمأنينة في القلب، انهزم الخوف، ونجا الإنسان.
#الإيمان_درع #سوريا_تقاوم #الحرب_النفسية
اطلع على