بقلم
ما هي أعراضه؟ وما هي مراحل الحزن على الفقد؟ وكيف يمكننا التعامل معهذ؟
الأعراض النفسية للحداد تختلف من شخص لآخر، ولكن في الغالب يترافق الحداد مع الشعور بالحزن والوحدة والعزلة والصدمة وعدم التصديق والشعور بالاكتئاب وربما يترافق مع الخوف والقلق من المستقبل ومن البقاء وحيدا وقد يترافق عند البعض مع الشعور بالذنب والندم.
مراحل الحزن على الفقد:
1- مرحلة الإنكار: إنكار الفقد ومحاولة هضم حقيقة الفقد. ويكون الحزن في هذه المرحلة أقل شدة لأن الفاقد ما زال تحت تأثير الصدمة .
2- الإنقسام: نوع آخر للإنكار، من جهة ينكر الذهن الفقد ومن جهة أخرى يتقبل الذهن حقيقة الفقد. “مثلا: أثناء تجهيز الولد لمراسم دفن والده، يفكر في موضوع ما لمناقشته مع والده المتوفى حديثا”.
3- المساومة: في هذه المرحلة يوجد وعي تام بحقيقة الفقد، ولكن بنفس الوقت يوجد مقاومة لمشاعر الحزن. فالفاقد يحاول أن يعيد في ذاكرته آخر ساعات وآخر أسابيع وآخر أشهر قضاها مع الفقيد ويعيشها في ذهنه من جديد. وفي هذه المرحلة يستخدم الفاقد عبارة “لو” كثيراً ويزيد لديه الشعور بالذنب. ” مثلاً: يقول الفاقد لو لم يشرب الدخان لما مات، لو ذهبنا به إلى مشفى خاص لما مات وما شابه”.
4- الانزعاج/ الاكتئاب: فقد شيء مهم بالنسبة لنا يشعرنا بالضعف والرفض. في البداية كلما تيقنا و وعينا بحقيقة الفقد أكثر نشعر بالانزعاج والحزن والاكتئاب أكثر.
5- الغضب: مرحلة صحية سليمة تشير أن الفاقد بدأ بتقبل الحدث وحقيقة الفقد. ” مثال: في هذه المرحلة يبدأ الفاقد بالتسائل لماذا حدث له ذلك؟ لماذا اختاره الله هو في هذه المحنة” .
6- التقبل والأحلام: هذه المرحلة تعني أن الفاقد تقبل الحقيقة تماما وبدأ يتأقلم مع حياته الجديدة بعد الفقد. في هذه المرحلة عند الغالبية تكثر الأحلام التي تدور حول الفقيد.
هذه المراحل الستة ربما لا تكون بهذا الترتيب، فإذا لم يستطيع الشخص تجاوز مرحلة ما تماما ربما يعود إليها لاحقا.
السؤال الأهم…. كيف نتعامل مع الفقد لكي نعيشه بشكل أسرع وصحي أكثر؟
1- الإقرار بأن لدينا مشاعر حزن ورثاء، ومواجهة هذه المشاعر وتحديدها والتعامل معها بطريقة مناسبة لنا. والسماح لهذه المشاعر كل يوم في وقت ما أن تخرج بالطريقة المناسبة لنا سواء بالتفكير بها او اذا احتاج الأمر بالبكاء فنسمح لأنفسنا بأن نبكي حتى نشعر بالراحة.
2- الاعتناء بالصحة الجسدية وممارسة الرياضة وتنظيم الأكل والنوم والتنفس العميق.
3- البحث عن هواية نحبها وأشياء نستمتع بالقيام بها كمجالسة الأصدقاء او تعلم شيء جديد وغيرها.
4- عندما نشعر بالحزن لا نلجأ للتدخين وللأدوية والمسكرات التي تخمد المشاعر دون معالجتها فسنعود إلى نفس المشاعر ولن نستطيع التعامل معها ونلجأ دوما للهروب من مواجهتها وهذا سيؤثر سلبا أكثر على أنفسنا.
4- الاستعداد للتعامل مع الأشياء والمواقف التي تجدد الفقد، فبالطبع هناك الكثير من المواقف تذكرنا بالفقيد علينا ان نستعد للتعامل مع بشكل جيد دون الهروب منها.
إذا كان الحداد مرضي وعميق جدا، فيتوجب علينا ما يلي :
– طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة اذا كان هذا الطلب سيساعدنا بتخطي الحداد.
– الانضمام إلى مجموعة دعم والتحدث إلى معالج أو أخصائي نفسي متخصص في التعامل مع تجارب الفقد.
– البحث عن المواساة في المعتقدات التي نؤمن بها. مثل التوجه الديني والروحي. التأمل والصلاة والدعاء يمكنهما مساعدتنا في تخطي الحداد والوصول إلى الراحة والسلام الداخلي.
وفي الختام علينا ان لا ننسى أن حياة الإنسان مبنية على الفقد. دوما نفقد شيء ونحصل على على شيء آخر. والأهم هو أن تجربة الفقد والحداد تجعلنا ننمو فكريا ونفسيا وروحيا أكثر. ربما لا نتجاوز الحزن تجاه الفقد بشكل كامل، لكن نتعلم كيف نستكمل حياتنا بطريقة نراعي بها ذاتنا وأنفسنا.
دمتم جميعا بخير وسلام وراحة بال.