بقلم المرشدة الأسرية مي مرزة
إنّ خير تفسير لما بدأناه في الجزء الأول هو طرح مثال عام , هناك احتمال كبير أن نسبة كبيرة من الأشخاص المتزوجين سيظلّون غير راضين عن علاقاتهم الزوجية أو حتى ربما يتعرضون للطلاق على الأقل لمرة واحدة .
في الغالب لا يكون لدى الأشخاص الذين يخوضون تجربة الطلاق فكرة عن أسباب تحوّلهم من أسعد الأوقات في حياتهم إلى ألم الطلاق و مرارته , اللغز يكمن هنا في استخدام الكثير من الضبط والتحكم الخارجي في الزواج .
إن الضبط الخارجي الذي نقصده هنا بسيط للغاية , فهو يعني في العلاقات الاعتقاد أن ما نختار أن نفعله هو صواب , وما يفعله الآخرون خاطئ .
في الحقيقة يمتلئ العالم بالضبط الخارجي و يتعلمه معظمنا من الآباء أو الأجداد أو المعلمين في المدارس والذي يستخدمه العديد منهم في كثير من الأفعال التي يقومون بها .
وبما أننا كائنات اجتماعية ونحتاج لبعضنا البعض , لا بد من استمرار العلاقات , لكن مع الأسف هناك الكثير من المشكلات التي تجعل تعايش الناس مع بعضهم البعض في كثير من الأحيان والأحوال أمراً صعباً , ويعود ذلك إلى التصورات والقناعات المختلفة و المتناقضة بشدة وغير المتّسقة والموجودة في عقولنا , بعبارة أخرى , السّر يكمن في اختلاف صورنا الذهنية كبشر .
ماذا نعني بالصورة الذهنية وما شأنها في نجاح العلاقات الانسانية ؟
ذلك ما سنعرفه في الجزء القادم بإذن الله .