الإعاقة النفسية والإجتماعية : العلاج الصحيح

الإعاقة النفسية الاجتماعية

تعني الإعاقة النفسية الاجتماعية أنّ طريقة تفكيرك أو شعورك أو تفاعلك مع أشخاص آخرين يمكن أن تشكل عائقًا أمام انخراطك التام في الحياة.

وكما هو الحال مع مصطلح الإعاقة، هناك طريقتان لفهم الإعاقة المتعلقة بمرض نفسي:

  1. الإعاقة النفسية الاجتماعية (بناءً على النموذج الاجتماعي)
  2. الإعاقة النفسية (بناءً على النموذج الطبي)

تستخدم منصة reimagine.today مصطلح “الإعاقة النفسية الاجتماعية” لأنه يركز على الآثار الاجتماعية والاقتصادية للعيش مع مرضٍ عقلي نفسي.

في المقابل، يُفهم مصطلح “الإعاقة النفسية” بناءً على النموذج الطبي الذي يركز على الأعراض والعلاج الطبي للحالة النفسية.

وفي حين أنّه لن يعاني كلّ شخص لديه مرض عقلي نفسيّ من إعاقة نفسية اجتماعية، فمن المرجح أن يواجه أولئك الذين يعانون من إعاقة نفسية اجتماعية أمورًا مثل:

– البطالة

– صحة متردية

– علاقات متعثرة

– سكن غير ملائم أو التشرد

يمكن أن يقلل الدعم المناسب بشكل كبير من تأثير الإعاقة النفسية الاجتماعية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من هذه الإعاقة.

العلاج النفسي نهج شامل لتحسين الصحة العقلية

العلاج النفسي هو نهج لعلاج مشاكل الصحة العقلية من خلال التحدث مع الطبيب النفسي أو اختصاصي علم النفس أو مقدم خدمات الصحة العقلية. يُعرف العلاج النفسي أيضًا بأسماء أخرى مثل العلاج بالحوار، الاستشارة، والعلاج النفسي الاجتماعي، أو ببساطة العلاج.

أثناء العلاج النفسي، تتعرف على مشاكلك المحددة ومدى تأثير أفكارك ومشاعرك وسلوكياتك على حالتك المزاجية. يساعد العلاج بالحوار على تعلم كيفية السيطرة على حياتك والتعامل مع المواقف الصعبة بمساعدة مهارات التأقلم الصحية.

توجد عدة أنواع من العلاج النفسي. يعتمد تحديد النوع الأنسب لك على حالتك الشخصية واحتياجاتك.

دور العلاج النفسي في معالجة مشكلات الصحة العقلية

يمكن أن يساعد العلاج النفسي في علاج معظم مشكلات الصحة العقلية، ومنها:

– اضطرابات القلق  مثل القلق الاجتماعي، اضطراب الوسواس القهري، الرهاب، اضطراب الهلع، و اضطراب الكرب التالي للصدمة.

– اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.

–  اضطرابات الإدمان مثل اضطراب تعاطي الكحول، إدمان المخدرات، و إدمان المقامرة.

-اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية و النهام (الشهية المفرطة).

–  اضطرابات الشخصية  مثل اضطراب الشخصية الحَدّية و اضطراب الشخصية الاتكالية.

–  الفصام  وغيرها من الاضطرابات التي تسبب الانفصال عن الواقع.

 

ليس كل من يستفيد من العلاج النفسي يكون مشخصًا بمرض عقلي. يمكن أن يساعد العلاج النفسي أي شخص على التعامل مع ضغوطات الحياة وصراعاتها التي يمكن أن تؤثر فيه.

 

الفوائد المتعددة للعلاج النفسي وكيفية تأثيره على الصحة العقلية

العلاج النفسي يمكن أن يكون مفيدًا في مجموعة واسعة من الحالات والمواقف. على سبيل المثال، قد يساعدك العلاج النفسي على:

– حل الخلافات الشخصية سواء كان النزاع مع زوجتك أو أي شخص آخر في حياتك، يمكن للعلاج النفسي أن يوفر بيئة آمنة لفهم وحل هذه الخلافات.

– تخفيف القلق أو التوتر سواء كان مصدره العمل أو مواقف أخرى، يمكن أن يساعدك العلاج النفسي على تطوير استراتيجيات لتخفيف القلق والتوتر.

– التأقلم مع التغيرات الكبيرة في الحياة مثل الطلاق، وفاة شخص عزيز، أو فقدان وظيفة، حيث يقدم العلاج النفسي الدعم اللازم لتجاوز هذه التحديات.

– تعلّم كيفية التعامل مع ردود الفعل غير الصحية  مثل الغضب على الطريق أو السلوك العدواني الآخر، ويساعدك في تطوير استجابات أكثر هدوءًا وصحية.

– التكيف مع مشكلة صحية مستمرة أو خطيرة مثل السكري، السرطان، أو الألم طويل المدى، من خلال تقديم الدعم النفسي واستراتيجيات التأقلم.

-التعافي من الصدمات بما في ذلك الانتهاك الجنسي أو الجسدي أو شهود أحداث العنف، حيث يساعد العلاج النفسي في معالجة الصدمة واستعادة الشعور بالأمان.

– التأقلم مع المشكلات الجنسية سواء كانت ناتجة عن أسباب جسدية أو نفسية، يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في فهم هذه المشكلات ومعالجتها.

– تحسين النوم إذا كنت تواجه صعوبة في الدخول في النوم أو الاستمرار فيه، يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في تحديد ومعالجة الأسباب المحتملة لهذه المشاكل.

 

في بعض الحالات، يمكن أن تكون فعالية العلاج النفسي بقدر فعالية الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب. ومع ذلك، يعتمد تحديد الخيار الأفضل على حالتك الفردية. في بعض الأحيان، قد تكون المعالجة بالمحادثة وحدها كافية لتخفيف أعراض مشكلة الصحة العقلية. في حالات أخرى، قد يلزم استخدام الأدوية أو علاجات أخرى بجانب العلاج النفسي لتحقيق أفضل النتائج.

العلاج النفسي يقدم مساحة آمنة ومحايدة لاستكشاف الأفكار والمشاعر، ويساعد في تطوير مهارات التأقلم اللازمة لمواجهة تحديات الحياة. من خلال هذا الدعم، يمكن للأفراد أن يعيشوا حياة أكثر صحة وسعادة.

 

بداية العلاج النفسي كيفية التحضير وأهمية التوافق مع المعالج

استراتيجيات شاملة للتحكم في التوتر في الحياة العصرية

في جلسة العلاج النفسي الأولى، يجمع المعالج عادةً معلومات شاملة عنك وعن احتياجاتك. قد يُطلب منك ملء نماذج حول صحتك الجسدية والعاطفية. قد تحتاج بضع جلسات حتى يفهم المعالج حالتك ومخاوفك فهمًا كاملاً ويحدد أفضل مسار للعلاج. تمثِّل الجلسة الأولى أيضًا فرصة للتعرف على المعالج ومعرفة ما إذا كان نهجه وشخصيته يتناسبان مع احتياجاتك. لذا، تأكد من فهمك لما يلي:

– تأكد من معرفة الأسلوب العلاجي الذي سيستخدمه المعالج.

-فهم ما تهدف الجلسات إلى تحقيقه يمكن أن يساعدك في تتبع تقدمك.

–  معرفة المدة الزمنية لكل جلسة يساعدك على الترتيب بشكل أفضل.

– عدد جلسات العلاج التي قد تحتاج إليها  يساعدك ذلك على وضع توقعات واقعية حول مدة العلاج.

 

لا تتردد في طرح الأسئلة في أي وقت خلال الجلسات. إذا لم تشعر بالارتياح مع المعالج الأول الذي تذهب إليه، فابحث عن معالج آخر. التوافق الجيد بينك وبين المعالج مهم جدًا لفعالية العلاج.

ستقابل معالجك على الأرجح مرة أسبوعيًا أو كل أسبوعين لجلسة تتراوح مدتها من 45 دقيقة إلى ساعة. يمكن عقد هذه الجلسات في عيادة المعالِج أو عن بُعد عبر مقابلة فيديو. كما يمكن الحصول على العلاج النفسي في المستشفى إذا كنت محجوزًا فيه لتلقي العلاج. يركز العلاج النفسي في المستشفى على السلامة وزيادة الاستقرار العقلي والنفسي.

تتباين فعالية أنواع العلاج النفسي، حيث يكون بعضها أكثر فعالية في علاج اضطرابات وحالات معينة. سيضع الطبيب حالتك الطبية وتفضيلاتك في الاعتبار لتحديد أسلوب العلاج الأفضل لك أو المزج بين عدة أساليب. بعض أساليب العلاج النفسي الفعالة تشمل:

– العلاج السلوكي المعرفي (CBT)* يساعدك في تحديد المعتقدات والسلوكيات غير الصحية وتعلم مهارات تأقلم صحية.

– العلاج السلوكي الجدلي (DBT)* نوع من CBT يهدف إلى تعليم مهارات تحمل الضغط العصبي، السيطرة على المشاعر، وتحسين العلاقات.

– علاج القبول والالتزام (ACT) يساعدك في إدراك أفكارك ومشاعرك وقبولها، والالتزام بإجراء تغييرات لتحسين قدرتك على التأقلم.

– العلاج الديناميكي النفسي والتحليل النفسي يركز على زيادة الوعي بأفكار وسلوكيات غير واعية وحل النزاعات.

– العلاج النفسي بالتواصل بين الأفراد يركز على تحسين مهارات التعامل مع الآخرين، مثل العائلة والأصدقاء والزملاء.

– العلاج النفسي الداعم  يعزز قدرتك على التأقلم مع الضغط النفسي والمواقف الصعبة.

 

في بعض الحالات، قد تكون فعالية العلاج النفسي بقدر فعالية الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب. يعتمد تحديد الخيار الأفضل على حالتك الفردية. في بعض الأحيان، قد تكون المعالجة بالمحادثة وحدها كافية لتخفيف الأعراض، بينما قد تتطلب حالات أخرى استخدام الأدوية أو علاجات أخرى بجانب العلاج النفسي لتحقيق أفضل النتائج.

مقالات ذات صلة:

ملكية المرأة الخاصة وحرية التصرف المالي

استقلالية المرأة المالية بين القانون والواجب

عمل المرأة  الضوابط و الضرورة والضرر