اضطراب ثنائي القطب أسبابه وعلاج

الاضطراب ثنائي القطب الأعراض والأنواع 

اضطراب ثنائي القطب أسبابه وعلاج، يمثل الاضطراب الوجداني ثنائيّ القطب، أو اضطراب ثنائي القطب، أحد الأمراض التي تُصيب دماغ الإنسان، وتتسبّب بحدوث تقلُّباتٍ في الحالة المزاجيّة للشخص، إضافةً إلى تقلباتٍ في مستوى الطاقة وقدرته على تأدية مختلف المهام. قد تكون هذه التقلّبات المزاجية مصحوبةً بتغيراتٍ سلوكية شديدة. تتفاوت طبيعة الأعراض الظاهرة على المُصاب باضطراب ثنائي القطب؛ فقد يمرّ الشخص بفتراتٍ من ارتفاع الحالة المزاجية تُعرف بالهَوَس، وفتراتٍ أخرى من الاكتئاب التي يشعر خلالها بالحزن واليأس المستمرين. قد يُعاني المريض أيضًا من حالةٍ مزاجيةٍ مُختلَطة تتضمّن ظهور الهَوَس والاكتئاب معاً في ذات الوقت.

تستمر نوبات تغيُّرات المزاج المُرافِقة لاضطراب ثنائي القطب لعدّة أيام أو أسابيع، أو لفترةٍ أطول. ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص المُصابين باضطراب ثنائي القطب قد يمرُّون بأوقاتٍ خاليةٍ من أيّ تقلُّبٍ مزاجيّ، بحيث تكون فيها حالتهم المزاجية طبيعية.

تنقسم الإصابة باضطراب ثنائي القطب إلى نوعَين رئيسيين، وهما:

  1. اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

يُمثل النّوع الأكثر شدّة، ويتضمّن مُعاناة المُصاب من نوبات الهَوَس لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة، بالإضافة إلى نوبات الاكتئاب وأعراض الذّهان في بعض الأحيان.

  1. اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

يُعاني المُصاب في هذه الحالة من نوبات الهوس أو الهَوَس الخفيف (Hypomania)، والاكتئاب، بحيث تكون هذه النّوبات قصيرة المدّة وذات شدّةٍ أقلّ، وقد يسود الفترة ما بين النوبات حالة من المزاج الطبيعي بشكلٍ نسبي.

 

أفادت دراسة إحصائيّة تمّ نشرها عام 2018 في مجلّة “Therapeutic Advances in Psychopharmacology”، بأنّ نسبة الإصابة باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول تبلغ حوالي 1% من مجموع السكّان العام. كما أشارت نتائج مسحٍ استقصائيّ تم إجراؤه في 11 دولة إلى أنّ نسبة الإصابة باضطرابات ثنائي القطب في هذه الدول بلغت حوالي 2.4%، حيث بلغت نسبة الإصابة بالنّوع الأول نحو 0.6%، مقابل 0.4% للنوع الثاني.

 

اقراً أيضاً عن رهاب العمل

 

أعراض اضطراب ثنائي القطب: الاكتئاب والهوس

عند الحديث عن أعراض مرض ثنائي القطب، يُشار إلى أن المُصابين بهذه الحالة يُعانون من نوبات الاكتئاب والهوس. تختلف الأعراض المُرافقة لاضطراب ثنائي القطب باختلاف النوبة المزاجية التي يتعرّض لها المُصاب. فيما يلي بيان لأعراض كلّ حالة:

  • نوبات الاكتئاب

في نوبات الاكتئاب، يُعاني المريض من تدني المزاج العام، وفقدان المُتعة والسعادة في الحياة. تشمل أعراض النوبات الاكتئابية ما يأتي:

  • فقدان الحيويّة والنشاط، أو الشعور بالإرهاق.
  • عدم الشعور بالمُتعة أثناء القيام بمُختلف النشاطات.
  • الشعور بالذنب وعدم تقدير الذات.
  • الشعور بالحزن المستمر أو التهيج والانفعال.
  • الشعور بالغضب والقلق والاضطراب.
  • مشاكل في النوم؛ كالنوم لفتراتٍ طويلة أو عدم القدرة على النوم.
  • تراجُع في التحصيل العلميّ وانخفاض القدرة على التركيز.
  • مشاكل مُتعلّقة بنمط الأكل؛ كفقدان الشهيّة أو الأكل بشراهة.
  • مُراودة أفكار مُتعلّقة بالموت أو الانتحار.

 

  • نوبات الهوس

على الرغم من تشابه أعراض نوبات الهوس والهوس الخفيف، إلا أن نوبات الهوس تختلف في الشدة ومدى التأثير في الحياة والعلاقات. تُعتبر نوبات الهوس أكثر شدة وتأثيرًا سلبيًا في حياة المصاب، وقد تتسبب بحدوث الذهان، مما يستدعي أحيانًا إدخال الشخص إلى المستشفى لتلقّي الرعاية الطبية. تشمل الأعراض المُرافقة لنوبات الهوس ما يأتي:

  • ارتفاع غير طبيعي في مستويات الطاقة الجسدية والعقلية.
  • تدني الحاجة إلى النوم.
  • لتسرُّع في اتخاذ الأحكام.
  • صعوبة في التركيز.
  • ارتفاع الحالة المزاجية والتفاؤل المُبالغ فيه.
  • التسارُع في الحديث وتراود الأفكار.
  • الشعور المُتضخّم بأهمية الذات والاعتزاز بالنفس.
  • إصدار الأحكام الضعيفة.
  • عدم التّحلي بالصبر، والتهيُّج المُفرط، والتصرُّف بحديّة وعدوانية.
  • القيام بتصرّفات متهوّرة وطائشة، واتخاذ قرارات مُتهوّرة.

العوامل المساهمة في الإصابة بمرض اضطراب ثنائي القطب

لا يزال السبب الرئيسيّ للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب غير معروفٍ، إلا أن هناك العديد من العوامل التي يُعتقد أنّها تساهم في ظهوره، نُبينها فيما يأتي:

  • العوامل الوراثية

تزداد احتمالية إصابة الفرد باضطراب ثنائي القطب إذا كان أحد أبويه أو أشقائه مُصابًا بهذا الاضطراب. ومع ذلك، هناك أفراد لديهم تاريخ عائليّ للمرض ولم يُصابوا به، حتى أن التوائم المُتماثلين قد يُصاب أحدهما دون الآخر. لذا، لا يُعتبر وجود العامل الوراثي تأثيرًا حتميًا يؤكد الإصابة بالمرض.

  • اختلال التوازن الكيميائيّ في الدماغ

يُعتقد أن الإصابة باضطراب ثنائي القطب ترتبط بحدوث ارتفاع أو انخفاض في مستوى بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والمعروفة بالنواقل العصبية. اضطراب مستويات أحدها أو مجموعة منها، مثل السيروتونين، النورأدرينالين، والدوبامين، قد يُسبّب ظهور أعراض الاضطراب.

  • بنية الدماغ ووظيفته

لا يُمكن تشخيص اضطراب ثنائي القطب عبر فحوصاتٍ تصويريةٍ للدماغ، لكن بعض الباحثين وجدوا اختلافات دقيقة في أدمغة المُصابين مقارنةً بغيرهم من الأصحاء، تتضمن اختلاف متوسط حجم الدماغ ومدى نشاط بعض التراكيب الدماغية.

  • العوامل الأخرى

قد يُساهم تعرُّض الشخص للإجهاد في حدوث اضطراب ثنائي القطب. أحداث مُجهِدة مثل موت أحد أفراد العائلة، الإصابة بمرض، المشاكل المالية أو الاجتماعية كالطلاق، قد تُحفّز نوبات الهوس أو الاكتئاب. كيفية التعامل مع هذه الظروف تلعب دورًا مهمًا؛ إذ يتعرض الكثيرون لهذه الظروف دون أن يُعانوا من مشاكل نفسية. بالإضافة إلى ذلك، تعاطي المخدرات أو الكحول قد يكون سببًا في حدوث المرض أو زيادة أعراضه سوءًا، وذلك بسبب التغييرات التي تُحدثها في بُنية الدماغ.

 

إدارة وعلاج اضطراب ثنائي القطب

قد يُعاني الشخص من نوبات أعراض اضطراب ثنائي القطب طوال حياته، بحيث يفصل بين كل نوبةٍ والتي تليها فترات من المزاج الطبيعي. يختلف عدد النوبات والمدة الفاصلة بينها من شخصٍ لآخر، وفي بعض الحالات، قد تستمر الأعراض دون توقف. رغم أنه لا يوجد علاج يحقق الشفاء التام من هذا الاضطراب لكل الحالات، إلا أن العلاجات المتوفرة يمكن أن تكون مفيدة في السيطرة على الأعراض وتخفيف شدتها، وتقليل حدوث النوبات، خاصةً للمصابين بالأنواع الشديدة من اضطراب ثنائي القطب.

تشمل العلاجات استخدام أنواع معينة من الأدوية إضافةً إلى العلاجات النفسية. تعتمد الخطة العلاجية على احتياجات المريض، وفيما يأتي بيان للنهج العلاجي المُتبع في هذه الحالات:

  • العلاجات الدوائية

يصف الطبيب أنواعًا معينة من الأدوية التي تُحسن الحالة المزاجية. من الضروري تناول الأدوية فور وصفها وعدم تأخير العلاج عند التشخيص للسيطرة على الأعراض بسرعة. قد تتطلب الحالة استخدام أدوية بشكل دائم، ويجب الالتزام باستخدامها وبالجرعة المحددة حتى في الفترات التي لا تتضمن ظهور الأعراض؛ لتفادي خطر عودة الأعراض أو زيادتها سوءًا.

  • برامج العلاج اليومية

تتضمن هذه البرامج تقديم الدعم والمشورة للمصابين لمساعدتهم في التعامل مع حالتهم.

  • علاجات الإدمان

تكون هذه العلاجات ضرورية في حالات إدمان المخدرات أو الكحول، نظرًا لارتباطهما باضطراب ثنائي القطب وصعوبة السيطرة على الحالة لدى المدمنين ما لم يتم علاج الإدمان لديهم.

  • الإدخال إلى المستشفى

يتم اللجوء إلى هذا الخيار عندما يقوم المصاب بتصرفات خارجة عن السيطرة، أو بأفعال خطرة أو انتحارية، أو تتطور حالة الذهان والهوس لديه. يهدف إدخال المريض إلى المستشفى إلى الحفاظ على أمانه وهدوئه واستقرار حالته المزاجية.

 

تعرف على ماهو الذكاء العاطفي

 

نصائح لتحسين الحالة الصحية والمزاجية لمرضى اضطراب ثنائي القطب

لا شك في أهمية وفعالية العلاجات الموصى بها في حالات اضطراب ثنائي القطب، لكن هناك العديد من الخطوات والنصائح الأخرى التي يمكن للمُصاب اتباعها لتحسين حالته الصحية والمزاجية. من بين هذه النصائح:

  • الفهم الكامل والصحيح لاضطراب ثنائي القطب

يعد الفهم الصحيح للاضطراب خطوة مهمة لمساعدة المصاب على التعامل معه بفعالية.

مراقبة العلامات المبكرة للنوبات المزاجية

مراقبة العلامات التي تُشير إلى بدء حدوث النوبات المزاجية يُمكّن من تفاديها ومنع تطوّرها.

  • طلب الدعم والرعاية

يُنصَح المصابون بالتواصل مع أفراد العائلة، المجموعات التشجيعية، والأصدقاء الموثوق بهم لطلب المساعدة والحصول على التشجيع المناسب لتجاوز الحالة. الحديث معهم يمكن أن يُهدئ الجهاز العصبيّ ويحسن الحالة الصحية.

  • اعتماد نمط حياة صحي

يُساهم نمط الحياة الصحي في الحفاظ على حيوية ونشاط الجسم، مما ينعكس إيجابياً على الحالة المزاجية. يتضمن ذلك اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كميات كافية من الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمرينات الرياضية.

  • ممارسة التمارين الرياضية

للتمارين الرياضية تأثير إيجابي في الحالة المزاجية، كما تُقلل من عدد النوبات المزاجية. تُعد التمارين الهوائية مثل المشي، الركض، السباحة، الرقص، والتسلق مفيدة للدماغ والجهاز العصبي.

  • تجنب التوتر

الحفاظ على التوازن الصحي بين العمل والحياة يُساعد في تقليل التوتر. يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، والتنفس العميق.

  • الإقلاع عن المخدرات والكحول

التوقف عن تعاطي المخدرات والكحول يمكن أن يحسن الحالة الصحية بشكل كبير، ويساعد في السيطرة على أعراض اضطراب ثنائي القطب.

 

مركز المستشارة للعلاج والصحة النفسية

يوفر مركز المستشارة للعلاج والصحة النفسية جلسات علاج نفسي فردية وجماعية لجميع الاضطرابات النفسية العصبية، سواء بالحضور الشخصي في إسطنبول أو عبر الإنترنت. كما يقدم المركز استشارات ودورات تربوية واجتماعية وزواجية، بالإضافة إلى برامج تعديل السلوك للأطفال.

يعد مركز المستشارة رائدًا في تقديم خدمات العلاج والاستشارات المتخصصة في مجالات الصحة النفسية والاجتماعية والتربوية. يضم المركز نخبة من الطبيبات والمعالجات والأخصائيات النفسيات والتربويات الحاصلات على شهادات أكاديمية وخبرة تصل إلى 10 سنوات. يهدف المركز إلى تعزيز مفهوم الصحة النفسية والتربوية والاجتماعية من خلال:

  1. مساعدة المرضى وأسرهم عبر خطط علاجية مخصصة.
  2. تعزيز برامج الصحة النفسية من خلال مؤتمرات وسلاسل تعليمية تثقيفية.
  3. تقديم جلسات لشرح خطط العلاج المعتمدة بهدف زيادة الوعي الذاتي وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

سواء كنت تبحث عن دعم فردي أو جماعي، أو استشارات تربوية واجتماعية، فإن مركز المستشارة يقدم لك الحلول المثلى لتحسين حالتك النفسية والصحية.