هل أنت شخص ممتن

الامتنان فن وعلم في التقدير

هل أنت شخص ممتن، الامتنان هو أحد أهم العواطف الإيجابية التي يمكن أن يعيشها الإنسان، حيث يُفهم عادةً بالتقدير والشكر لكل ما يمنحه الفرد من نعم في حياته، سواء كانت مادية أو غير مادية. يُظهر الإنسان امتنانه عندما يكون لديه شعور بالرضا والسعادة بما يملكه، وبما يقدمه له الآخرون من دعم ومساعدة.

من الناحية العلمية، يُعد الامتنان أكثر من مجرد كلمة شكر أو تصرف، بل هو عاطفة إيجابية تؤثر إيجابياً على الصحة النفسية. وفقًا للدكتور روبرت إيمونز من جامعة كاليفورنيا، يتألف الشعور بالامتنان من مرحلتين أساسيتين. في المرحلة الأولى، يعترف الشخص بالخير الذي يوجد في حياته ويشعر بأن الحياة تستحق أن يعيشها. أما المرحلة الثانية، فتتمثل في الاعتراف بأن بعض مصادر هذا الخير تأتي من خارج الذات.

بالتالي، يمكننا أن ننظر إلى الامتنان كعمل فني وعلمي يساعد في خلق مشاعر إيجابية تدوم لفترة طويلة، ويعزز الرضا النفسي والصحي.

 

فوائد الامتنان تجربة علمية

الامتنان ليس مجرد شعور بالشكر، بل هو عملية تحفز الإنسان على اكتشاف جوانب الخير في حياته ومدى تأثيرها عليه. يتمثل جزء كبير من هذا الخير خارج الذات، سواء كان ذلك من خلال الآخرين أو من خلال إيمانهم بوجود قوى عليا تسهم في الحياة.

في دراسة قام بها الدكتور “روبرت إيمونز” من جامعة كاليفورنيا والدكتور “مايكل إي ماكولو” من جامعة ميامي، طُلب من المشاركين كتابة بضع جمل كل أسبوع حول أحداث حياتهم. وجد أن المجموعة التي كتبت عن الأشياء التي كانت تمنحهم الامتنان تجاهها، كانت أكثر تفاؤلاً وسعادة بشكل عام بعد 10 أسابيع. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن هذه المجموعة قامت بممارسة تمارين رياضية بشكل أكبر وكان لديها أقل عدد من زيارات الأطباء مقارنة بالمجموعات الأخرى التي تركزت على الأسباب المزعجة في حياتهم.

بالتالي، يظهر البحث العلمي أن الامتنان له تأثير كبير على صحة الإنسان وسعادته، إذ يشجع على التواصل مع العوامل الإيجابية في الحياة بوصفها أكبر من الذات، سواء كان ذلك عبر الشكر للآخرين أو التواصل مع القوى الروحية.

 

اقرأ أيضاً عن رهاب الطفولة

 

كيف تمارس الامتنان تعلم الشكر بشكل يومي

الامتنان ليس مجرد شعور عابر، بل هو تمرين يمكن تعلمه وتنميته لزيادة السعادة والرضا النفسي. ومع ذلك، قد يكون الشعور بالامتنان صعبًا في بعض الأحيان، خاصة مع وجود بعض الميول النفسية مثل الأنانية والغرور التي تجعل الإنسان يميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين عندما تحدث أمور سيئة وإلى التفاخر بنفسه عندما تحدث أمور جيدة.

لكن الامتنان يتعارض مع هذه الميول، حيث يساعدنا على منح الفضل للآخرين في حدوث الأشياء الجيدة في حياتنا، حتى إن كنا قد أسهمنا بعض الجهود في ذلك.

إذا كان لديك صعوبة في الشعور بالامتنان، يمكنك تطبيق بعض التمارين اليومية لتعزيز هذا الشعور، مثل “رسم خرائط الامتنان”. في هذا التمرين، قم برسم لوحة بصرية تحتوي على كل الأشياء التي تشعر بالامتنان لأجلها. اجعل هذه اللوحة مرئية في مكان يمكنك رؤيتها بانتظام لتذكير نفسك بالأشياء الإيجابية في حياتك.

هناك أيضًا طريقة أخرى بصرية، وهي كتابة ملاحظات قصيرة عن الأشياء التي تشعر بالامتنان لأجلها ووضعها في وعاء. يمكنك قراءة هذه الملاحظات في الأوقات التي تشعر فيها بالحاجة إلى تذكير نفسك بالجوانب الإيجابية في حياتك.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك كتابة يوميات خاصة بالامتنان. لا تقم بمجرد إعادة سرد أحداث يومك، بل اكتب فقط عن الأشياء التي شعرت بالامتنان لها خلال اليوم. يمكن أن تكون مذكرات الامتنان الخاصة بك بسيطة، مثل قائمة بالأشياء الجيدة التي حدثت لك خلال اليوم.

تمارس الامتنان يوميًا لتعزيز الشعور بالسعادة والرضا النفسي، ولتحقيق توازن أفضل في حياتك بين الإيجابيات والتحديات.

 

كيفية تعزيز شعورك بالامتنان في حياتك اليومية

بداية هل تساءلت يوما ما هل أنت شخص ممتن الامتنان؟ هو شعور قوي يساعد على زيادة السعادة والرضا النفسي في الحياة اليومية. ومع ذلك، قد يكون من الصعب على البعض التفكير في الأشياء الجيدة من حياتهم بشكل مستمر. لتجاوز هذه العقبة، يمكنك تبني بعض العادات والتمارين التي تعزز شعورك بالامتنان:

  • تسجيل اللحظات اليومية الإيجابية

التركيز على اللحظات اليومية الجميلة ابدأ يومك بالتفكير في الأشياء الصغيرة التي تجلب لك السعادة، مثل فنجان القهوة اللذيذة أو الأغنية المفضلة التي تستمع إليها.

ذكر الأحداث السعيدة من الماضي تذكر اللحظات الجميلة أو المشاعر الدافئة التي شعرت بها في الماضي، والكلمات الطيبة التي قيلت لك من قبل الآخرين.

  • التفكير في الأشخاص الذين ساعدوك

شكر الأشخاص الذين قدموا لك الدعم والمساعدة قم بالتفكير في الأشخاص الذين كانوا إلى جانبك في الأوقات الصعبة والجيدة، واعبر لهم عن امتنانك وشكرك.

  • التفكير في نجاحاتك وإنجازاتك

تذكر الأهداف التي حققتها تفكر في الأهداف التي تحققت لك والمهارات التي اكتسبتها، والمواقف التي أظهرت فيها قدراتك ومهاراتك.

تحفيز نفسك بالإنجازات الشخصية استخدم النجاحات السابقة كمصدر للامتنان وتحفيز لتحقيق المزيد.

  • إحاطة نفسك بالأشياء التي تلهمك

صور الأشخاص أو الأماكن أو الحيوانات الأليفة التي تلهمك بالامتنان قم بوضع صور هذه الأشياء في مكان بارز تراه يوميًا ليذكرك بالأشياء الجيدة في حياتك.

إذا لم يكن لديك وقت للكتابة، يمكنك فقط التفكير في الأشياء الجيدة وتوجيه الشكر الداخلي لشخص ما الذي قدم لك شيئًا جيدًا. هذه الخطوات ستساعدك على تعزيز شعورك بالامتنان وتحقيق السعادة والرضا في حياتك اليومية.

 

تعرف على رهاب العمل

 

طرق لتنمية الشعور بالامتنان

  1. أنظر لمن حولك بعيون الحب والامتنان قم بتقدير الأشخاص المحيطين بك والنظر إليهم بعين الحب والامتنان.
  2. اجعلي كلماتك إيجابية لا سلبية حافظي على إيجابية اللغة في تعاملاتك اليومية.
  3. ابدأ بالتسامح والمصالحة تذكر أن التسامح يدل على قوتك وشجاعتك، وحاول دائمًا أن تكون أنت الخطوة الأولى في المصالحة.
  4. عامل كل شخص بالحب والامتنان حتى الذين كانت هناك خلافات معهم في الماضي.
  5. كوني وسيلة للتعبير عن الحب حتى في الأماكن والظروف الصعبة.
  6. عبري عن السلام في العالم ابدأ بنفسك في نشر السلام والمحبة من حولك.
  7. الامتنان ليس ردة فعل بل أسلوب حياة قم بالتصرف بطريقة تظهر امتنانك تجاه الحياة.
  8. امتني لكل شيء في حياتك لا تحصر الامتنان في مجال أو جانب واحد فقط.
  9. مارسي الامتنان بدون شروط وبدون قيود ليكون جزءًا من أسلوب حياتك.
  10. اعترفي بفضل الآخرين وامتني لهم كن دائمًا ممتنة واعترفي بمساهمات الآخرين في حياتك.
  11. امتني للسمات الروحية التي تستمتعين بها مثل الصفاء والرحمة والفكر النبيل.
  12. امتني النعم المادية والخيرات التي يهبها الله لك في كل لحظة.

باعتماد هذه الطرق، يمكنك تعزيز شعورك بالامتنان وجعله جزءًا أساسيًا من حياتك اليومية، مما يؤدي إلى تحسين شامل في جودة حياتك الشخصية والروحية.

 

مركز المستشارة للعلاج والصحة النفسية

مركز المستشارة هو مركز رائد في مجالات العلاج والاستشارات الصحية النفسية والاجتماعية والتربوية. نجمع بين نخبة من الأطباء والمعالجين والأخصائيين النفسيين والتربويين ذوي الشهادات الأكاديمية والخبرة التي تمتد لأكثر من 10 سنوات. يهدف المركز إلى تعزيز مفهوم الصحة النفسية والتربوية والاجتماعية، ويعمل على مساعدة المرضى وأسرهم من خلال خطط علاجية مخصصة تم تطويرها من قبل متخصصينا.

برامجنا التعليمية والتثقيفية تشمل:

  • مؤتمرات وسلاسل تعليمية لزيادة الوعي الذاتي وتصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالصحة النفسية والتربوية.
  • جلسات لشرح خطط العلاج المعتمدة لتوضيح الخطط العلاجية المتبعة وزيادة التفاهم حولها.

خدماتنا تشمل:

  • جلسات علاج نفسي فردي وجماعي لكافة الاضطرابات النفسية والعصبية، حضوريا في إسطنبول أو عبر الإنترنت.
  • استشارات ودورات تربوية اجتماعية وزواجية وتعديل السلوك للأطفال خدمات تحسين العلاقات الاجتماعية والزواجية، وتعديل سلوك الأطفال.

تواصل معنا اليوم إذا كنت بحاجة إلى خدمات العلاج النفسي أو الاستشارات التربوية أو الاجتماعية، لا تتردد في التواصل معنا للحصول على مساعدة فورية وفعالة.

تفضل بزيارة موقعنا لمزيد من المعلومات ولحجز موعد.