هل أنت شخص كثير الشكوى

تغيير النظرة نحو الحياة خطر الشكوى المستمر

هل أنت شخص كثير الشكوى، الشكوى ليست مجرد تعبير شفهي عن عدم الرضا بل هي نمط سلبي يتكرر بعد تجارب سلبية كالازدحام المروري الكارثي، أو الفيلم الذي يخيب الآمال، أو المقابلة السيئة للغاية. ومع ذلك، يتعرض أولئك الذين يتكررون الشكوى بشكل دائم لخطر حقيقي، حيث يرى هؤلاء أن واقعهم مليء بالسلبيات، ويعزون أسباب شكواهم إلى ظروف خارجة عن سيطرتهم.

ومع ذلك، فإن الحقيقة تكمن في أن هناك حاجة إلى تغيير استراتيجية التفكير لديهم، لأنهم قد يكونون قد صنعوا واقعهم بما يتماشى مع أفكارهم. يقول روبرت بيسواس ديينر، مؤلف كتاب “السعادة 2008″، أن بعض الأشخاص يميلون بشكل طبيعي إلى الشكوى المتكررة، بينما يحافظ البعض الآخر على سيطرة على عواملهم الشخصية مثل قدرتهم على التسامح والرغبة في التقديم بشكل إيجابي.

ديينر يحذر من خطر الشكوى المستمر، حيث إن الأشخاص الذين يشتكون بشكل مستمر غالبا ما يواجهون مشاكل صحية، وأدائهم في العمل يتأثر سلبا، وعلاقاتهم الشخصية تكون أقل وأقل طول الأمد، ويكونون عادة في حالة مزرية بشكل كبير.

بالتالي، يجب على هؤلاء الأشخاص أن يتحكموا في ردود أفعالهم وأن يعملوا على تغيير تفكيرهم للحفاظ على صحتهم وسعادتهم العامة.

 

متعة الشكوى عندما يتحول الشقاء إلى مراحل من الراحة

يتميز الكثير من الأشخاص بالشكوى المستمرة، حيث يتحدثون دائمًا عن مشاكلهم ومآسيهم، ويرون فيها محور حياتهم. هؤلاء الأشخاص يتمتعون بالشكوى بشكل مستمر، حتى عندما يُقدم لهم حلاً لمشكلتهم يُغلقون الباب أمامه، مدعين أنه لا يُفيد، وكأنهم يعيشون في عشق للشكوى ويتمنون عدم انتهاء معاناتهم.

تشير الدراسات إلى أن هناك فئة من البشر ترى أن المشاكل والأزمات هي جوهر الحياة، ويعتبرون أنهم يستحقون التعاطف والمساعدة بسبب ما يعانونه. بالنسبة لبعض هؤلاء الأشخاص، يقررون بشكل فعلي الاستمرار في معاناتهم، ويتمنون أن لا تنتهي آلامهم أبدًا.

وتوضح أن الكثير منهم يأتون إلى العيادات النفسية، حيث يجدون أن المعالج قادر على فهمهم ومعاناتهم، ويحاول المساعدة في التخلص منها. ولكن عندما يصلون إلى مرحلة يشعرون فيها بالفشل في العلاج، يبدأون في البحث عن متخصصين آخرين، على أمل أن يجدوا من يستطيع مساعدتهم، مما يؤدي إلى استمرار معاناتهم لفترة أطول.

الآن هل يمكنك الإجابة على الساؤل، هل أنت شخص كثير الشكوى؟

يبقى الشعور بالمعاناة هو متعة الحياة لهؤلاء الأشخاص، حيث يشعرون بالراحة عندما يتمكنون من التعبير عن مشاكلهم، مما يعكس تعاملهم مع الواقع الذي يعيشون فيه.

اقرأ أيضاً عن تمارين التنفس العميق

أنماط الشكوى كيف تفهمها وتتعامل معها بفعالية

الشكوى تأتي بأنماط مختلفة، كل منها يحمل دوافع ونتائج مختلفة. إليك كيفية التعرف على أنماط الشكوى وكيفية التعامل معها بشكل فعال:

  1. المشتكين المزمنين

هؤلاء لا يبدون راضين أبدًا، ويميلون إلى التأمل في المشاكل والانتكاسات حتى تصبح متأصلة لديهم. يكونون عادة متشائمين ويرون الجوانب السلبية فقط من الأمور.

 

  1. التنفيس المألوف

يتعاملون مع عدم الرضا عبر التنفيس، ويعبرون عن غضبهم أو إحباطهم أو خيبة أملهم لجذب الاهتمام والتعاطف. لا يبحثون عادة عن حلول، بل يركزون على تعبير مشاعرهم.

 

  1. الشكوى المفيدة

يختلف عن النوعين السابقين؛ حيث إن هدفها الأساسي هو البحث عن حلول للمشاكل. يكون التركيز على أثر المشكلة وأهمية التغيير والتعاون على وضع خطط للتغيير.

 

دليل الشكوى المفيدة

هل أنت شخص كثير الشكوى؟ ربما ولكن لتكون الشكوى فعالة ومفيدة، يجب أن تأخذ في الاعتبار التالي:

  • تحديد الحالات المناسبة للشكوى : تجنب التشكي وتهدئة حالتك المزاجية عبر الشكوى فقط، واحتفظ بهذا لحالات نادرة. تشكو فقط في الحالات التي تعتقد أنها ستؤدي إلى التغيير الحقيقي والإيجابي.
  • التركيز على الحلول: عند شكوى المشكلات، كن مستعدًا لاقتراح حلول والتعاون على وضع خطط للتغيير، بدلاً من التركيز فقط على التعبير عن الانتكاسات.
  • التواصل بوضوح: كن واضحًا بشأن ما تحتاج إليه وما تتوقعه من الآخرين، وضع توقعات واقعية حول التغيير.
  • باستخدام هذا الدليل، يمكنك أن تحول الشكوى إلى إجراء بناء يساعدك على تحسين وضعك بدلاً من الإقامة على السلبيات فقط.

 

اتخاذ خطوات نحو التغيير الإيجابي كيف تتجنب الشكوى الدائمة؟

الشكوى المستمرة قد تصبح عادة سيئة تؤثر على حياتك وعلاقاتك. إليك بعض النصائح البسيطة للتحكم في عادة الشكوى والتحول إلى تفكير إيجابي:

  • كن حذرًا عندما تشتكي

الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي التعرف على متى تشتكي. اراقب نفسك خلال الـ 24 ساعة القادمة، وعندما تلاحظ أنك بدأت تشكو، توقف عن ذلك.

  • فكر قبل أن تتكلم

تأمل فيما ستقوله. هل ما تنوي قوله شكوى للشكوى؟ هل أنت حقاً غير راضٍ عن وضعك؟ هل هناك فائدة من التعبير عن وجهة النظر هذه؟

  • تحمل المسؤولية عن أفكارك

ادرك الأفكار السلبية التي تدور في عقلك وعلم أنها مجرد أفكار يمكنك تغييرها.

  • ركز على ما تريده بدلاً من ما لا تريد

راقب شكواك والنية وراءها، واسأل نفسك ماذا تريد حقاً من كلامك هذا.

  • استبدل أفكارك السلبية بالبدائل الممكنة

فكر في خطة بديلة لمعالجة المشكلات بدلاً من الشكوى البلا مبرر.

  • غيّر وجهة نظرك

ضع نفسك في موقف الآخرين، فقد يتغير تفكيرك وتوقعاتك وأحكامك.

  • كن ممتناً وابتعد عن المنافسة

انظر إلى ما تملكه وتملكه الآخرون بامتنان، وركز على ما يجعلك سعيداً وكيف يمكنك إضافة قيمة لحياتك.

باتباع هذه النصائح، يمكنك تغيير تفكيرك وعاداتك نحو نمط حياة أكثر إيجابية وسعادة.

اطلع على أنواع الصدمات

مركز المستشارة: العلاج والاستشارات النفسية والاجتماعية

مركز المستشارة هو مركز رائد في مجال العلاج والاستشارات النفسية والاجتماعية، حيث نقدم جلسات علاج نفسي فردي وجماعي لكافة الاضطرابات النفسية والعصبية سواء حضوريا في إسطنبول أو عبر الإنترنت.

خدماتنا تشمل:

  1. العلاج النفسي والاجتماعي  : جلسات فردية وجماعية لمختلف الاضطرابات النفسية والعصبية.
  2. الاستشارات التربوية والاجتماعية : دورات تربوية اجتماعية، استشارات زواجية، وتعديل السلوك للأطفال.
  3. خطط العلاج المعتمدة: نخبة من الطبيبات والمعالجات والأخصائيات النفسيات والتربويات ذات الخبرة العالية تقدم خطط علاج مخصصة.

نهدف إلى تعزيز مفهوم الصحة النفسية والاجتماعية والتربوية، ونسعى لمساعدة المرضى وأسرهم عبر خطط علاج مختصة تحسن جودة حياتهم. نقوم أيضاً بتعزيز الوعي الذاتي من خلال مؤتمرات وسلاسل تعليمية تثقيفية.

نحن نؤمن بأن العلاج والاستشارات يجب أن تكون شاملة ومتكاملة، تستهدف الصحة النفسية والاجتماعية والتربوية لكل فرد يطلب المساعدة.

اختر مركز المستشارة للعلاج والاستشارات لتجربة فريدة من نوعها تتميز بالمهنية والرعاية الشخصية.