غيّر من عاداتك تتغير حياتك

غيّر من عاداتك تتغير حياتك

قوة الإرادة: طريقك للتغلب على العادات السيئة

حياة الإنسان تتكون من مجموعة من العادات التي يكتسبها منذ شبابه وطفولته، وتصبح هذه العادات بمثابة طبع ثانٍ. تحقيق النجاح في الحياة يعتمد على الشخصية التي تستطيع التحكم في عاداتها، وليس العكس. بالرغم من قوة وتأثير العادات على حياة البشر، إلا أن التغلب عليها ممكن وليس مستحيلاً. قد يكون صعباً، ولكنه في النهاية قابل للتحقيق.

هناك العديد من الأمثلة الرائعة لأشخاص تمكنوا من التحكم في عاداتهم والتخلص من السيئة منها بفضل إرادتهم القوية وعزيمتهم الجبارة، بالإضافة إلى وسائل أخرى، وحققوا نجاحات متتالية وساهموا في نهضة الأمة. يقدم هذا الكتاب شرحاً وافياً لوسائل مفيدة ومجربة، بعضها خضع للبحث العلمي وأثبت فعاليته في التخلص من العادات السيئة.

في النهاية، الأمر يعتمد عليك. إذا رغبت في التغيير، عليك أن تمتلك الإرادة، تستعين بالله تعالى، وتستخدم الوسائل المذكورة في الكتاب. بذلك، سيكون النجاح حليفك في التغلب على العادات السيئة، بإذن الله.

رحلتك نحو الصحة النفسية مع نخبة من الأخصائيات في مركز المستشارة.

 اقرأ أيضاً عن تمارين التنفس العميق   

الإرادة القوية سر التغلب على العادات السيئة

الأبطال لا يُصنعون في صالات التدريب فقط، بل يصنعون من أشياء عميقة داخلهم مثل الإرادة، والحلم، والرؤية. أولى خطوات السيطرة على العادات ومحاولة التغلب عليها واستبدال العادات السيئة بأخرى حسنة هي امتلاك الإرادة القوية والحازمة التي تمكننا من تحويل الأحلام إلى حقائق ملموسة.

لماذا يستطيع بعض الناس التخلص من بعض العادات السيئة بينما يعجز آخرون عن ذلك؟ على سبيل المثال، ظل الحاج عبد الحميد، أحد تجار الجملة للمواد الغذائية، مدخنًا لمدة تقارب الأربعين عامًا. حاول الإقلاع عن التدخين أكثر من 15 مرة دون نجاح، لكن عندما أصيب بمرض صدري خطير وأصبح مهددًا بالموت، تمكن من الامتناع عن التدخين تمامًا بعد أن نصحه الطبيب بضرورة الإقلاع لحماية صحته. عاش بعد ذلك سبع سنوات دون أن يدخن سيجارة واحدة، مدركًا المخاطر الحقيقية لاستمراره في التدخين.

ما الذي حدث للحاج عبد الحميد؟ ببساطة، امتلك الإرادة والعزيمة الصادقة حين تأكد من أن صحته مهددة بقوة. إذاً، الإرادة موجودة ويمكن لأي شخص أن يمتلكها إذا أراد ذلك بصدق. إن أعظم لحظة يمكننا فيها أن نمتلك الإرادة القوية والجبارة هي لحظة الشعور بالخطر. والشخص العاقل هو من لا ينتظر لحظة المرض أو الهلاك أو انهيار تجارته أو فقدان أحد أبنائه ليتخذ قراره بالتغيير.

ملايين البشر يموتون سنويًا بسبب التدخين، وغالبًا لا تتاح لهم الفرصة للتراجع كما كانت لدى الحاج عبد الحميد. إذا شعر كل منا بخطورة العادات السيئة في حياته واستجاب لذلك الشعور بالإرادة القوية، فسيتمكن من التغلب عليها وتحقيق النجاح.

الفطرة الطيبة والإرادة القوية مفتاح التغلب على العادات السيئة

إن موضوع التدخين ليس سوى مثال واحد من بين العديد من العادات السيئة والمدمرة، سواء كانت صحية أو اجتماعية أو أخلاقية. الخطوة الأولى للتخلص من العادة السيئة وامتلاك الإرادة الحقيقية لذلك هي إدراك خطورة تلك العادة. تكمن مشكلة بعض الناس الذين لا يمتلكون الإرادة الحقيقية للتغلب على العادات السيئة في الفهم الخاطئ للطبيعة البشرية. يعتقد البعض أن طبيعتهم لا يمكن تغييرها، قائلين: “هذه طبيعتي، ولن تتغير.” لكن الحقيقة هي أن أي عادة، مهما كانت وعند أي شخص، يمكن تغييرها واستبدالها بعادة أخرى.

يجب أن ندرك جميعًا أن الله تعالى خلقنا بطبيعة خيرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه ينصرانه أو يهودانه، أو يمجسانه”، مما يعني أننا جميعًا نولد على الفطرة الطيبة التي هي جماع الخير كله. الظروف الخارجية، والأبوين، والمحيط العائلي والاجتماعي هي التي تؤثر فينا خلال التربية في الصغر وتعديل السلوك الإنساني من خلال القدوة الحسنة أو السيئة.

بما أننا نولد على الفطرة الطيبة، فإننا نستطيع العودة إليها. لدى كل منا القدرة الكاملة على أن يكون من الأخيار والأطهار والأبرار. قال الله تعالى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا” (سورة الشمس: 7-10). حين يدرك الإنسان أنه قادر فعلاً على تغيير سلوكه وعاداته، فإنه يكتسب القدرة على التغلب على العادات غير المرغوبة.

خطط علاج معتمدة لدعمك ودعم أسرتك – تواصل مع مركز المستشارة الآن!

من الفشل إلى النجاح: قوة الإرادة والاستعانة بالله

النجاح يولد من رحم الفشل. لو أن كل شخص فشل مرة أو عدة مرات في حياته فكر بطريقة سلبية، لما استطاع أحد النجاح أبداً. على سبيل المثال، فشل توماس أديسون في المدرسة عندما كان صغيرًا، ووصفه معلمه بالفاشل. ومع ذلك، أصبح أديسون أعظم مخترع في التاريخ، ملقباً بصاحب الألف اختراع.

الاستعانة بالله هي أقوى وأعظم وسيلة للتغلب على العادات السيئة. من المهم أن تكون هذه الاستعانة حقيقية، مدركة، وواعية لتؤتي ثمارها بإذن الله تعالى. جاء في الحديث: “استعن بالله ولا تعجز”. فمن استعان بالله تعالى وأكثر من الطاعة والدعاء، ينال الثقة بالنفس وقوة الإرادة بإذن الله تعالى.

ولهذا جاءت الاستعاذة من ضعف الإرادة في الدعاء: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل”. فسر ابن القيم رحمه الله العجز بعدم القدرة على الحيلة النافعة، والكسل بعدم الإرادة لفعلها. جميعنا قد نعاني من ضعف في القدرة أو الإرادة أو كليهما معًا. هنا تأتي أهمية الدعاء في التخلص من العادات السيئة، إذ يعتبر الدعاء أحد أهم الحاجات النفسية التي تطمئن الشخص. عندما يطلب من الله تعالى أمراً ويرجوه بإلحاح، يستجيب الله تعالى له ويلبي دعاءه.

التغلب على العادات السلبية: قوة الإرادة والتفكير الإيجابي

لتحطيم الأوهام التي تجعلك تشعر بعدم القدرة على تغيير عاداتك، عليك أن تستبدلها بالحقائق التالية:

الإنسان خير بطبيعته ويولد على الفطرة التي تجمع الخير كله.

يمكن للإنسان أن يزكي نفسه باتباع المنهج السليم في التربية.

لديك القدرة الكافية لتغيير عاداتك مهما تأصلت فيك، فلا تيأس أبداً.

العقل يمتلك فكرة واحدة في أي وقت، فإذا أدخلنا في عقلنا فكرة إيجابية أخرجت الفكرة السلبية التي تقابلها.” العادات السيئة غالباً ما تستمد قوتها من الأفكار السلبية المسيطرة على العقل. هذه الأفكار ليست فقط سبباً لاستمرار العادات السيئة، بل هي أيضاً مصدر رئيسي للاضطرابات النفسية والانفعالية.

نظرية الإرشاد العقلاني الانفعالي التي طورها ألبرت أليس تؤكد أن الاضطرابات النفسية تنتج عن التفكير غير العقلاني والنظرة الدونية للذات. هذه الأفكار قد تتشكل في الصغر وتستمر في الكبر، ولكن الإنسان نفسه يمكنه التغلب عليها بالتفكير العقلاني والإيجابي.

لتتخلص من الأفكار السلبية التي تعيقك عن تغيير عاداتك، اتبع الخطوات التالية:

حدد أفكارك السلبية المهمة

 هناك أفكار تؤثر بشكل مباشر على حياتك وقراراتك. حدد هذه الأفكار، مثل:

   – لا أستطيع أن أحل المشكلة.

   – من المستحيل الدخول في هذا المجال.

   – أنا فاشل.

   – أنا محبط وغير قادر على العمل.

   – الناس جميعهم سيئون.

انظر للمستقبل بإيجابية

نحن نعيش الحاضر، وكلما كانت نظرتنا للمستقبل إيجابية، تقدمنا في العمل والإنجاز واستمتعنا بالحياة.

ابتعد عن الأخبار السيئة

الأخبار السيئة تؤثر فوراً على الحالة النفسية وتغذي الأفكار السلبية. استمع فقط للأخبار الإيجابية.

لا تصاحب الأشخاص المتشائمين

 التشاؤم معدٍ. ابتعد عن الأشخاص الذين يرون العالم من منظور سلبي، فهم مصدر كبير للأفكار السلبية.

اشغل وقت فراغك بالعمل

 الفراغ يعتبر مرتعاً للأفكار السلبية. كلما كنت مشغولاً بعمل مفيد، ابتعدت عنك الأفكار الهدامة.

6.تعلم فن الاسترخاء

 العمل المستمر يؤدي إلى التعب النفسي والبدني. الاسترخاء يساعدك على تجديد الطاقة والشعور بالرضا.

فكر بأشياء إيجابية

إذا راودتك أفكار سلبية، فكر بسرعة بأشياء إيجابية حدثت لك. لا تدع الأفكار السلبية تسيطر على عقلك، بل استبدلها بذكريات وإنجازات إيجابية.

باتباع هذه الخطوات، يمكنك التغلب على العادات السيئة وتغيير حياتك للأفضل بقوة الإرادة والتفكير الإيجابي.

نحن هنا لدعمك – تواصل مع مركز المستشارة لتعزيز صحتك النفسية.

اطلع على كيف تحصل على نسختك الأفضل

التغلب على العادات السيئة: أهمية صنع الظروف المساعدة

يمكننا التغلب على العادات السيئة من خلال صنع ظروف تساعدنا على تحقيق هذا الهدف. على سبيل المثال، كان كريم يعاني من عادة سيئة تؤرقه وتنغص عليه حياته: السهر طوال الليل، وما يترتب على ذلك من ضياع للوقت لأنه لم يكن يسهر في عمل مفيد بل يضيع وقته. كانت الظروف المعيشية لكريم تساعده على السهر، حيث كان يذهب لعمله متأخراً.

قرر كريم التغلب على هذه العادة بتغيير الظروف المحيطة به. ألزم نفسه بعمل صباحي، وواجه صعوبة بالغة في بداية الأمر، لكنه مع مرور الوقت استطاع الالتزام بالاستيقاظ المبكر. بالتدريج، قضى على عادة السهر ليلاً، وأصبح يستيقظ مبكراً يومياً، مما أتاح له يومًا كاملاً لإنجاز مهامه بدون تأجيل.

إن صنع الظروف المساعدة أمر في غاية الأهمية للتغلب على العادات السيئة. يمكن أن تشمل هذه الظروف تغيير البيئة، تغيير الأصدقاء، أو حتى تغيير السيارة أو غير ذلك من الأمور.

في الختام، يجب أن ندرك أن التغلب على العادات السيئة ليس مستحيلاً. من خلال صنع ظروف مناسبة وداعمة، يمكننا إحداث تغيير إيجابي في حياتنا. الإرادة القوية والتفكير الإيجابي هما المفتاحان لتحقيق هذا التغيير، مع التأكيد على أهمية الاستعانة بالله والإيمان بقدرتنا على التحسن والنجاح.

مركز المستشارة ريادة في تقديم خدمات الصحة النفسية والاجتماعية والتربوية

مركز المستشارة هو مؤسسة رائدة متخصصة في تقديم خدمات العلاج والاستشارات وخطط العلاج المعتمدة في مجال الصحة النفسية والاجتماعية والتربوية. يضم المركز نخبة من الطبيبات والمعالجات والأخصائيات النفسيات والتربويات، اللواتي يحملن شهادات أكاديمية ويتمتعن بخبرة تصل إلى 10 سنوات تقريبًا.

يهدف المركز إلى تعزيز مفهوم الصحة النفسية والتربوية والاجتماعية من خلال العمل على مساعدة المرضى وأسرهم، حيث يتم تقديم خطط علاجية مصممة بعناية من قِبل مختصات. كما يسعى المركز لتعزيز برامج الصحة عبر تنظيم مؤتمرات وسلاسل تعليمية تثقيفية، إضافة إلى جلسات لشرح خطط العلاج المعتمدة، وذلك بهدف زيادة الوعي الذاتي وتصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهذه المجالات.