بقلم المستشارة دانية صفو
بداية لا بد من التفريق بين مفهوم الذات و مفهوم تقدير الذات :
مفهوم الذات : مجموعة الأفكار والمشاعر والمعتقدات التي يكونها الفرد عن نفسه
أو ادراك الفرد لخصائصه العامة كما يراها هو عن نفسه وليس كما يراها الآخرون عنه.
أما مفهوم تقدير الذات : هو التقويم الذي يؤمن به الفرد لذاته، ويعمل على الحافظ عليها ويشمل وجهة نظره عن ذاته ايجابيا أو سلبيا.
فمفهوم الذات يتعلق بالجانب الادراكي من شخصية الفرد فهي الصورة الادراكية التي يكونها عن ذاته .
أما تقدير الذات فيتعلق بالجانب الوجداني منها حيث يتضمن الاحساس بالرضا عن الذات أو عدمه
أهمية تقدير الذات : مهما تعلم الشخص طرق النجاح وتطوير الذات، فإذا كان تقديره لذاته وتقييمه لها ضعيفا فلن ينجح في الأخذ بأي من تلك الطرق للنجاح لأنه يرى نفسه غير قادر وغير أهل وغير مستحق لذلك النجاح.
*و عليه فإن : تقدير الذات لا يولد مع الإنسان، بل هو مكتسب من تجاربه في الحياة وطريقة رد فعله تجاه التحديات والمشكلات في حياته .
ويمكن أن يتطور فيرتفع أو ينخفض حسب تغير نظرة الشخص لنفسه والعوامل المحيطة به . وقد قيل قديماً: ( المرء حيث يجعل نفسه، إن رفعها ارتفعت، وإن قصر بها اتّضعت )*
و كما قال رسول الله ﷺ ((المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان))
و لذا فإن جلد الذات و مقارنة الذات بالآخرين و تحميل النفس فوق طاقتها من أشد أسباب تدني تقدير الذات .