الثقافة والتربية الجنسية والفرق بينهما

بقلم المستشارة الاسرية هناء الغضبان

كثيرا ما يمر على أسماعنا مصطلحا الثقافة الجنسية والتربية الجنسية ..علامَ يدل كل منهما وهل هناك فرق بين الثقافة والتربية؟!
الثقافة: هي المعلومات التي يحصل عليها الأهل حول المواضيع الجنسية ومعرفتها وتعلمها .
أما التربية:فهي الممارسات العملية وتطبيق هذه المعلومات وتعليمها للأبناء من قبل الوالدين.
وكلا الجانبين مهم للأهل فعليهم أن يتثقفوا ويتعلموا حتى يستطيعوا تعليم أبنائهم لتوعيتهم وتربيتهم تربية جنسية آمنة وتحصينهم من الوقوع في الخطر وحمايتهم من المعلومات المشوهة والأجواء غير الأخلاقية …

من المشاكل التي تواجه الأهل: هو الجهل بالمعلومات التي سيقدمونها لأبنائهم وعدم معرفة ما سيقولونه لهم ..وأيضا اعتقادهم بأن الابن سيحصل على المعلومات بنفسه أو من المدرسة أو من الأستاذ ولا يستدعي أن يقرأو أو يتثقفوا لاعتمادهم على الآخرين في الحصول على المعلومات … فيجب على الأهل ان يتعلموا ويعرفوا كيف يقدمون المعلومات في جو من الأمان والثقة. فليس المهم وصول المعلومة، لكن المهم كيف نقدم المعلومة ضمن جو من الحب والتقبل والدفء مع التأكيد على وجود القيم والضوابط الشرعية ..
وهذا يتطلب المعرفة والعلم لإعطاء المعلومة الصحيحة بثقة بين الطرفين الأهل والأبناء. وحتى يستطيع الأهل تنشئة الأبناء على التربية الجنسية الآمنة لابد من المتابعة المستمرة لهم من ولادتهم إلى مرحلة البلوغ وحتى الكبر واعطائهم المعلومات حسب المرحلة العمرية لهم .. والتربية الجنسية تبدأ من الصغر من عمر السنتين حتى البلوغ. كما تُعطى التربية الجنسية على مراحل ودفعات وليس دفعة واحدة ..
الكثير من الأهل يعتقدون بأنهم إذا لم يبدؤوا مع أبنائهم منذ الصغر فقد فاتهم الأوان ..وهذا ليس صحيحاً.. هو صعب لكن ليس مستحيلاً ..ويتطلب من الأهل التواصل مع أبنائهم وبناء علاقة حب وثقة حتى يستطيعوا الحديث معهم بهذه المواضيع ..
ومن الأمور المهمة كذلك هو الاقتراب منهم وبناء جسر من المحبة بمدحهم، والاهتمام باهتماماتهم وما يحبون ..أيضا مشاركتهم بالحديث عن ماضي الأم والأب عندما كانوا بأعمارهم وهذا يقوي العلاقة بين الطرفين ..أما المواجهة والاستجواب والإحراج هو ما ينفر الابن من الحديث مع الوالدين. وعلى الأهل أن لا ينتظروا حتى يقع الابن في الخطأ أو المشكلة ونبدأ بالتوبيخ والعقاب والمواعظ .
السؤال المهم كيف أبدأ الحديث مع ابني؟!
على الأهل استغلال كل فرصة بالحياة نمر بها لنحدّث ونعلم أولادنا معلومة جنسية كولادة قريبة لنا او مناسبة زواج أو تزاوج حيوانين وحتى عند زراعة بذرة في وعاء ..إلى غيرها من الفرص اليومية بحياتنا ..
وعلى الأهل أيضا أن يكونوا مستعدين دوماً للإجابة عن أسئلة أبنائهم بمعلومات صحيحة..
هل أنتن كأمهات مستعدات للإجابة على تساؤلات أو مناقشات؟؟!!