الحِدَاد

ما مفهوم الحداد؟ وما هي أعراضه؟ ومتى يكون ضمن الحدود الطبيعية ومتى يصل الى الخطورة؟
الحداد هو ردة فعل طبيعية منتظرة تجاه الفقد يرافقه الشعور بالحزن. والفقد يكون تجاه أي شيء سواء فقد إنسان أو حيوان أو أي شيء ذي قيمة بالنسبة للشخص كفقد عمل أو منزل أو حتى فقد عضو من البدن – كمعرفة الشخص بمرض ما أصابه- و ربما فقد طرف من أطراف البدن . وهذه الردة الفعلية تكون مختلفة وفردية تماما اي أن كل شخص يعيش الحداد بطريقة الخاصة المختلفة عن الآخرين . ويعود ذلك لحسب خصائص الشخص ذاته اي؛ عمره، وهل هو مستعد للفقد في هذه المرحلة من حياته، خصائص علاقته مع الفقيد او الشيء المفقود، نفسية الشخص كدرجة إحساسه ومدى صلابته النفسية كما أنه يتأثر بقدرة الشخص على الشعور بالحزن.
اذا كان الفقيد قريب جدا للشخص فمن المنتظر أن يكون حداده أطول مما لو كان على معرفة سطحية بالفقيد.
وللتوضيح أكثر، فيمكننا تصور الحداد أنه جرح نفسي مثله كمثل الجرح الجسدي، مدة التشافي من هذا الجرح تعود لحسب عمق الجرح ومكانه وخصائصه.
السؤال المهم… متى يكون الحداد ضمن حدوده الطبيعية؟
الإنسان من الطبيعي جدا أن يعيش حالة الحزن بعد الفقد بل لابدّ من أن يعيش ذلك لأجل صحته . ومروره بهذه المرحلة دليل على سلامته النفسية.
متى يصل الحداد الى حد الخطورة؟
عندما يطول كثيرا ويأثر سلبا على حياة الانسان فلا يكون باستطاعة الشخص أن يعود إلى حياته السابقة قبل الفقد وبهذه المرحلة على الفرد طلب مساعدة من قبل أخصائي نفسي.
هل للفقد فترة زمنية معينة؟!
لا يمكننا أن نحدد فترة زمنية للفقد، انما يعود ذلك للشخص بذاته ونوع الفقد والأهم من ذلك ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.
عند تلقي خبر الفقد، تظهر أعراض الصدمة، فبعد الفقد بساعات ربما يظهر عند الأشخاص شعور بضيق النفس، الشعور بالخنق، ارتخاء العضلات، شعور بالخدر، شعور بالوحدة والبعد عن الاخرين، الشعور بالضعف وفقدان الشهية.
مع مرور الايام عندما تخف الصدمة تخف الاعراض الجسدية وتظهر الأعراض النفسية أكثر.
بإذنه تعالى سنكمل الأحد القادم ونتتحدث عن الأعراض النفسية للحداد ومراحله وكيف يمكننا التعامل معه .
دمتم بخير وسلام
دانيا وحّود
معالجة نفسية اكلينيكية