يحمل الكثير من الآباء والأمهات صورة ذهنية مسبقة عن أطفالهم وأسرهم. غالبا ما تتصف تلك الصور والتوقعات بالمثالية المفرطة والخيالية . مما يصيبهم بإحباط وخيبة أمل حين يعايشون واقعاً مختلفاً تماماً عن تلك الصور الحالمة التي كانت تدور في مخيلاتهم.
لذلك فإن أهم نصيحة يمكن أن نوجهها ـ سواء للآباء والأمهات الجدد أو للقدامى ممن يمر طفلهم الأكبر بمرحلة عمرية جديدة ـ هي أن يقرؤوا ويتعلموا عن الخصائص العمرية لكل مرحلة من المراحل العمرية لآبائهم.
وسيعود عليهم ذلك بفوائد جمة منها:
خفض سقف التوقعات المثالية وبالتالي تجنب الإحباط عند مواجهة الواقع. على سبيل المثال: حين ترسمين في ذهنك صورة لبيت نظيف ومرتب وأطفال يلعبون بهدوء لن تتحملي الفوضى والضجيج، أما حين تتوقعين مسبقاً نتائج خاصية الحركة والاكتشاف عند الأطفال فإنك ستكونين مستعدة نفسياً لذلك.
فهم دوافع الطفل ونفسيته مما يساعد على التعامل مع تصرفاته، ستختلف ردة فعلك تجاه ابن الرابعة الذي كسر السيارة الصغيرة حين تعلمين بأن دافعه هو حبه لاكتشاف كيفية عملها وليس لأنه يعتمد إغاظتك مثلاً!
القدرة على التمييز بين المشاكل الحقيقية التي تحتاج إلى علاج وبين التصرفات المتوقعة من أبناء هذا العمر ، على سبيل المثال: حين تعرفين بأن الطفل دون السابعة لا يميز تماماً بين الحقيقة والخيال لن تعتبري أن كذبه هو مشكلة حقيقية كما هي عند ابن الثانية عشرة
توقع بعض المشاكل قبل حدوثها وبالتالي الاستعداد لها بما يضمن مرورها بأكبر قدر ممكن من السلاسة والهدوء وهذا ينفع كثيراً قبل السنوات الصعبة مثل عمر الثانية: عمر الاستقلال الأول، أو الحادية عشرة وهي بدايات المراهقة.
وأخيراً .. تكمن التربية الناجحة في أمرين وهما: التعلم والصبر !
وقبلهما ومعهما وبعدهما الاستعانة بالله تعالى ..
وللحديث بقية..
-الدكتورة رنا السيد أحمد