تحرري من قيودك و انطلقي

 

أنا فتاة عمري 24 سنة … ضعيفة الشخصية حتى من كثر ضعفي في الكلام يسخرون مني اذا تكلمت وانا لا استطيع المجابهة  ولا حتى بكلمة ..ضعيفة بالحوار ولا استطيع مناقشة أحد خوفا من أن انحرج امام الجميع .

ولالالالالا ادري ماذا افعل بنفسي ؟؟؟ أرشدوني أرجوكم

 

الإجابة :

في استبيان ظريف أجري على أكثر من 100 شخص في إحدى الولايات الأمريكية عن أكثر ما يخيفهم و يثير الهلع في نفوسهم و قد كان متوقعاً أن تاتي خيارات ك (الموت ) و (المرض) في المقدمة و لكن النتيجة التي أذهلت الجميع أن الحديث أمام الناس تبوأ القمة بلا منازع و أتى في المركز الأول كأكثر ما يخاف الناس منه و عندما سئل أحد الذين أجري عليهم الاستفتاء عن سبب وضع الموت رابعاً و الحديث امام الناس أولاً قال : إنني إذا تحدثت أمام الناس فإنني أموت ألف مرة أما الموت فمتاعبه لحظية و ينتهي بعدها كل شيئ .

و عليه  – أختي الكريمة – ما تعانين منه هو أمرشائع و يعاني منه كثير من الناس و هو ما يسمى ( الرهاب الاجتماعي )  و التغلب عليه ليس بالأمر المعجز و لا يحتاج إلى جهد خارق بل هو أمر ميسر لمن قرر ب ” التصميم ” على أن يتخلى نهائياً عن ثوب الرهاب الاحتماعي و عمل ببعض التوجيهات بإرادة قوية ورغبة صادقة في التغيير .

للرهاب الاجتماعي أسباب عدة منها ما يكون بسبب خبرات الحياة الفاشلة التي مرّ بها الشخص  في صغره  كالتعرض لمواقف الاستهزاء والنقد أوالإحراج الشديد أوالمقارنة بين الأقران مما أدى إلى تكوين الفرد صورة سلبية عن نفسه فيدفع به للانطوائية ، ومنها ما يتعلق  – للأسف – بالداء العام الذي أصاب شبابنا و شاباتنا وهو إدمان الإنترنت والتي أفقدت الكثير من الشباب كفاءاتهم و مهاراتهم الاجتماعية وأصبح يحقق الفرد حاجته للاجتماع مع الآخرين بالتفاعل معهم في منشورات الفيس و الانستجرام و غيرها  ، وهذا بالطبع يؤدي إلى عزلة اجتماعية ، وأيضًا ضعف في الثقة بالنَّفس في المواقف التي تتطلب منك المواجهة و التعبير الكلامي .

  • أخيتي :  أي سلوك تتبعيه هو نتاج فكرة تتراود إلى ذهنك . فإن كانت هذه الفكرة سلبية فستترجم إلى شعور سلبي و بالتالي سلوك سلبي و العكس صحيح …. فعلى سبيل المثال : تراودك فكرة أن فلانة التي ستتحدثين معها ستنتقدك أو ستستهزأ بحديثك ولا شك أن هذه الفكرة ستؤدي إلى شعور سلبي تجاه نفسك و تجاه الآخر وستترجم إلى سلوك سلبي كتجنب الحديث و الانطوائية و الهروب من الموقف  ..  و من هنا أختي الكريمة انتبهي من الحديث إلى نفسك برسائل سلبية و استبدليها فورا برسائل أكثر ايجابية و تحفيزية وتجنبي تقييم نفسك في لحظات الاحباط  أو الشعور بالفشل لأنه سيؤدي غالبا إلى تحطيم النفس  .
  • دربي نفسك على الحوار و الحديث مع الآخرين . ابدأي أولاً بفتح باب الحوار والمناقشة مع من تثقين بمحبتهم لك حاولي أن تستخدمي أسلوب السؤال بحيث توجهي إليهم أسئلة وتستمعي لإجاباتهم ثم تعلّقي عليها، ومن ثم ركزي على الموضوع الذي تطرحيه وتجاهلي نظرة الناس إليك فكلماتكِ وأداءكِ هما من يميزك لا نظرات الناس إليك ، و لا تيأسي من تكرار المحاولة المرة تلو الآخرى.
  • تدرّبي على تمارين الاسترخاء والتنفس العميقفالرهاب الاجتماعي عادة ما يكون مرتبط بالقلق النفسي ومراقبة الشخص لنفسه؛ لذا فإن من أفضل الوسائل للعلاج ممارسة تمارين الاسترخاء لخفض القلق والتوتر والمشاعر السلبية.
  • كما أنصحك باستخدام أسلوب التخيل ،يمكنك أن تتصوري وجود أشخاص كثيرين معك في نفس المكان، و تتخيلي نفسك تتكلمين معهم بكل طلاقة ؛ وأنك محط أنظار الجميع فالخيالُ سرُّهُ عجيبٌ، فبقدر قدرتنا على التخيل والغوص بالتفاصيل بقدر ما يمكننا تسخير هذه القوة لنحقق إنجازات.
  • تأكدي تماماً أن التجنب و الهروب من المواقف الاجتماعية و الانزواء و ترك العنان للأفكار السلبية، سيعقد مشكلتك وسيزداد خوفك وعدم ثقتك بنفسك وبالناس. ثقي بقدراتك و ثقي بأن كل المصاعب والمشاكل هي تحديات لتجعلك أكثر نضجًا و قوة فعليك بالمواجهة، والحركة، عليك بالخروج من هذه القوقعة فأنت – فقط- باستطاعتك أن تخرجي نفسك مما تعانين منه . و المطلوب هو اقحام نفسك في مواقف الاختلاط بالناس و التعامل معهم و سترين خلال فترة قصيرة – إن شاء الله – كيف أن ما كنت تخشيه من بعض المواقف في مواجهة الناس  ليست مخيفة كما كنت تعتقدي . و حتى لو كانت هناك بعض النتائج السيئة ، لكن لا يهم ،ركزي على هدفك البعيد و هو أن تصبحي سيدة واثقة من نفسها ، من كلماتها و لا يثنيك عن تحقيق هدفك بعض المصاعب التي تواجهك و أنت في طور التدريب و التعلم .
  • من الجيد الالتحاق بمناشط جماعية ، كجمعيات خيرية أو مراكز تدريبية و تعليمية فهي فرصة لتحقيق بعض الإنجازات التي تزيد الثقة بالنفس و كذلك فرصة للتواصل مع الآخرين .
  • اعلمي أن من أعظم الأمور لتوليد الثقة و القوة هو القرب من الله تعالى و التوسل إليه أن يمدنا من قوته و عزته لتحقيق ما نريد كما يحب و يرضى ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ إنه على كل شيء قدير .

المستشارة: دانية صفو